للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يحرص ولا يلحف في الطلب، وعلامة غنى القلب القناعة والرضا بما وجد وعكوف همه على المسبب دون السبب (١) ا. هـ، قاله في الديباجة.

وقال النووي: مَعْنَى الْحَدِيثِ الْغِنَى المحمود غنى النفس وشبعها وقلة حِرْصِهَا لَا كَثْرَةَ الْمَالِ مَعَ الْحِرْصِ عَلَى الزِّيَادَةِ لِأَنَّ مَنْ كَانَ طَالِبًا لِلزِّيَادَةِ لَمْ يَسْتَغْنِ بِمَا مَعَهُ فَلَيْسَ لَهُ غِنًى. ثم حكى عن الإمام المازني أنه قال: يحتمل أن يريد الغنى النافع والذي يكف عن الحاجة وليس ذلك على ظاهره لأنه معلوم أن كثير المال غني (٢) ا. هـ. وأنشد دريد لسالم بن وابصة شعرًا منه بيتًا:

غنى النفس ما يكفيك من سد حاجة ... فإن زاد شيئًا عاد ذلك الغنى فقرًا (٣)

١٢٢٥ - وَعَن زيد بن أَرقم - رضي الله عنه - أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من علم لَا ينفع وَمن قلب لا يخشع وَمن نفس لَا تشبع وَمن دَعْوَة لَا يُسْتَجَاب لهَا، رَوَاهُ مُسلم وَغَيره (٤).

قوله: وعن زيد بن أرقم هو أبو عمر وقيل أبو عامر وقيل أبو سعيد وقيل أبو سعد وقيل أبو حمزة وقيل أبو أنيسة زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي المدني وهو الذي ذكر للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قول عبد الله بن أبي بن


(١) قمع الحرص (ص ١٢٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٤٠)، وطرح التثريب (٤/ ٨١).
(٣) قمع الحرص (ص ١٢٢).
(٤) مسلم (٢٧٢٢)، وأحمد (١٩٣٠٨)، والترمذي (٣٥٧٢)، والنسائي (٨/ ٢٦٠).