للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولعل ذكر الجنة في الحديث إنما هو للتنبيه به على الأمور العظام ولم يرد تخصيصها بذلك وإنما أريد النهي عن سؤال المخلوقين بذلك وكذا عن سؤال الله تعالى بوجهه في الأمور الهينة أما طلب الأمور العظام تحصيلا ودفعا فلم يتناوله دفع نهي والله أعلم (١).

اعلم أن المنع قد يكون حراما كما إذا كان السائل مضطرا أو محتاجا أو طالبا من الزكاة، وقد يكون مكروها كما إذا كان الفقير لا يعلم حاله والمسئول قادر، وقد يكون المنع واجبا كما إذا سأل شيئا لا يجوز إعطاؤه إليه، وقد يكون مستحبا ومثله بعض العلماء ربما إذا كان يسأل بوجه الله تعالى فإنه لا ينبغي أن يعطى شيئا ليترك السؤال بذلك.

قال النووي (٢): يكره السؤال بوجه الله تعالى ويكره للمسؤول رد السائل، وفي الحديث "أشقى الناس من سأل باللّه فلم يعط" (٣) أ. هـ، والله أعلم.

وتكرر ذكر وجه الله تعالى في الكتاب والسنة وللعلماء في ذلك كغيره من


= يعقوب أحمد بن عمرو العصفري. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٢٩٨) وضعيف الترغيب (٥٠٦)، والمشكاة (١٩٤٤).
(١) طرح التثريب (٣/ ١١٢).
(٢) الأذكار (ص ٥٨٦)، والمجموع (٦/ ٢٤٥).
(٣) أخرجه الترمذي (١٦٥٢)، والبزار (٥٢٨٨)، والنسائي في المجتبى ٤/ ٥٦٨ (٢٥٨٨) والكبرى (٢٥٥٥)، وابن حبان (٦٠٤ و ٦٠٥) عن ابن عباس بلفظ: وأخبركم بشر الناس؟ قلنا: نعم يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله عز وجل، ولا يعطي به. وصححه الألباني في الصحيحة (٢٥٥)، وصحيح الترغيب (٨٥٤) و (١٢٩٨) و (٢٧٣٧).