للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصفات مذهبان مشهوران، أحدهما: إمرارها كما جاءت من غير كيف فنؤمن بها ونكل علمها إلى عالمه مع الجزم بأن الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (١) وأن صفاته لا تشبه صفات المخلوقين، وثانيهما: تأويلها على ما يليق بذاته الكريمة أ. هـ.

وقال بعضهم: المراد بوجه الله أي لذات الله أو لجهة رضي الله تعالى (٢).

تنبيه: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ملعون من سأل بوجه الله غير الجنة" (٣) عده ابن النحاس


(١) سورة الشورى، الآية: ١١.
(٢) الكواكب الدراري (١١/ ٨١)، وعمدة القارى (١٣/ ٨٧). قلنا: هذا تأويل لصفة الوجه الذي يثبته السلف ويثبتون حقيقته قال ابن خزيمة في التوحيد (١ - ٢٦): فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر ذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين.
وقال البيهقي في الاعتقاد (ص/ ٨٩) حيث قال وهذه صفات طريق إثباتها السمع، فَنُثْيِتُها لورود خير الصادق بها، ولا نكيفها قال الله تبارك وتعالى: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فأضاف الوجه إلى الذات، وأضاف النعت إلى الوجه، فقال: ذو الجلال والإكرام ولو كان ذكر الوجه، ولم يكن للذات صفة لقال: ذي الجلال والإكرام. فلما قال: ذو الجلال والإكرام علمنا أنه نعت للوجه، وهو صفة للذات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: في هاتين الآيتين الكريمتين إثبات الوجه لله - تعالى -، وثبوت الوجه، والصورة لله قد جاء في نصوص كثيرة من الكتاب، والسنة، واتفق على ذلك سلف الأمة. وهو من الصفات الخبرية السمعية التي لا تعلم إلا بالسمع درء تعارض العقل والنقل (٩/ ١٦).
(٣) أخرجه الرويانى (٤٩٥)، والطبراني في الدعاء (٢١١٢) عن أبي موسى. =