للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حكم الصلاة فإعلان فرائضها أفضل وإسرار نوفلها أفضل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" (١) قال العلماء: وذكر اليمين والشمال مبالغة في الإخفاء والإستتار بالصدقة وضرب المثل بهما لقرب اليمين من الشمال وملازمته لها ومعناه لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما علم صدقة اليمين لمبالغة الإخفاء ونقل القاضي عن بعضهم أن المراد من عن يمينه وشماله من الناس والصواب الأول (٢).

قال الإمام القرطبي (٣): وقد سمعنا من بعض المشايخ أن معنى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه المبالغة في إخفاء الصدقة وهو أن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه فيدفع له درهما مثلا في شيء يساوي نصف درهم فالصورة مبايعة والحقيقة صدقة وهو اعتبار حسن.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" خاليا يعني من الخلق ومن الالتفات إلى غير الله وفيض العين بكاؤها وهو على حسب حال الذاكر وبحسب ما ينكشف له من أوصافه تعالى فإن انكشف له غضبه وسخطه فبكاؤه عن خوف وإن انكشف له جماله وجلاله فبكاؤه عن محبة وشوق وهكذا يتلون الذاكر بتلون ما تذكر من الأسماء والصفات (٤).


(١) صحيح البخاري (٧٣١) صحيح مسلم (٧١٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٢٢).
(٣) المفهم (٩/ ٤٥).
(٤) المفهم (٩/ ٤٥).