للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لِلْمُتَّقِينَ} (١) (٢) فإن قول القائل بلسانه: لو أن لي مالا لعملت فيه بالمعاصي كما عمل فلان ليس هو العمل بالمعصية التي هم بها، وإنما أخبر عما هم به فقط مما متعلقه إنفاق المال في المعاصي وليس له مال بالكلية، وأيضًا في الكلام بذلك محرم، فكيف يكون معفو عنه غير معاقب؟ (٣)، واللّه أعلم.

٢١ - عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ فِيمَا يروي عَن ربه عز وَجل إِن اللّه كتب الْحَسَنَات والسيئات ثمَّ بَين ذَلِك فَمن هم بحسنة فَلم يعملها كتبهَا اللّه عِنْده حَسَنَة كَامِلَة فَإِن هم بهَا فعملها كتبهَا اللّه عِنْده عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة ضعف إِلَى أَضْعَاف كثِيرَة وَمن هم بسيئة فَلم يعملها كتبهَا اللّه عِنْده حَسَنَة كَامِلَة وَإِن هُوَ هم بهَا فعملها كتبهَا اللّه سَيِّئَة وَاحِدَة زَاد فِي رِوَايَة أَو محاها وَلا يهْلك على اللّه إِلَا هَالك" (٤) رواه البخاري ومسلم.

قوله: وعن ابن عباس، تقدم الكلام على مناقب ابن عباس قريبًا.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللّه كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ... " الحديث. وفي نسخة: "ثم بين ذلك في كتابه، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها اللّه عنده حسنة كاملة وفي حديث أبي هريرة الذي بعده: "وإذا أراد عبدي أن يعمل حسنة فلم يعملها اكتبوها له حسنة ما لم يعملها" (٥) ففي هذا الحديث والأحاديث بعده بيان ما أكرم اللّه تعالى به هذه الأمة زادها اللّه تعالى شرفا وكرما وخفف عنهم


(١) سورة القصص، الآيات: ٧٩ - ٨٣.
(٢) لطائف المعارف (ص ٢٤٦).
(٣) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٤٧).
(٤) أخرجه البخاري رقم (٦٤٩١)، ومسلم رقم (١٣١).
(٥) أخرجه البخاري رقم (٧٥٠١)، ومسلم رقم (١٢٩).