فيما كان يصنع في ماله فيرفع على صاحبه فيقول الفقير: يا رب لم رفعته وإنما اصطحبنا فيك وعملنا لك فيقول اللّه تعالى: له فضل عمل بما صنع في ماله فيقول يا رب لقد عملت لو أعطيتني مالا لصنعت مثل ما صنع فيقول: صدق فارفعوه إلى منزل صاحبه ويؤتى بمريض وصحيح اصطحبا في اللّه تعالى فيرفع الصحيح بفضل عمله فيقول المريض لم رفعته علي فيقول بما كان يعمل في صحته، فيقول: يارب لقد عملت لو صححتني لعملت كما كان عمل، فيقول اللّه: صدق فارفعوه على درجة صاحبه ويؤتى بحر ومملوك اصطحبا في اللّه تعالى.
فيقول مثل ذلك ويؤتى بحسن الخلق وسيئ الخلق فيقول يا رب لم رفعته عليّ وإنما اصطحبنا فيك وعملنا لك، فيقول: بحسن خلقه فلا يجد له جوابًا انتهى، قاله ابن رجب في شرح الأربعين النواوية (١).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وعبد لم يرزقه اللّه مالًا ولا علمًا، فهو يقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته، فوزرهما سواء" ذم النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل المذموم لتمنيه المعصية لا من جهة حبه أن يكون له من النعمة مثل ما لأخيه، وهذا هو الحسد، ومدح الأول، لأنه من الغبطة لا من الحسد، والجاهل يغبط من أنفق ماله في الشهوات وتوصل به إلى اللذات المحرمات، قال اللّه تعالى حاكيا عن قارون {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ} إلى قوله: {وَالْعَاقِبَةُ