للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يعمله فإنهما لو استويا من كل وجه لكتب لمن هم بحسنة ولم يعملها عشر حسنات وهو خلاف النصوص ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (١) وقال ابن عباس وغيره: القاعدون المفضل عليهم المجاهدون هم القاعدون من أهل الأعذار (٢) انتهى، فالعاقل يغبط من أنفق ماله في سبل الخيرات ونيل علو الدرجات (٣).

واعلم أن من عجز عن عمل خير وتأسف عليه وتمنى حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر كما قال في هذا الحديث قال: لو كان لي مال لعملت فيه ما عملت فيه فلان أنهما سواء في الأجر أو الوزر، وقد قيل إنهما سواء في أصل الأجر دون المضاعفة فإنها تختص بالعامل كما تقدم نقله فمن هاهنا كان أرباب الهمم العالية لا يرضون بمجرد هذه المشاركة ويطلبون أن يعملوا أعمالا تقاوم الأعمال التي عجزوا عنها ليفوزوا بثواب يقاوم ثواب تلك الأعمال ويضاعف لهم كما يضاعف أولئك فيستووا هم وأولئك العمال في الأجر كله (٤). انتهى.

لطيفة في المعنى: روى حميد بن زنجويه بإسناده عن زيد بن أسلم قال: يؤتى يوم القيامة بفقير وغني اصطحبا في اللّه تعالى فيوجد للغني فضل عمل


(١) سورة النساء، الآية: ٩٥.
(٢) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٤٤).
(٣) لطائف المعارف (ص ٢٤٦).
(٤) لطائف المعارف (ص ٢٤٩).