للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وضبطه القاضي عياض (١) عن أبي بحر سحا بالتنوين على المصدر ونقله في المشارق وعن جميع شيوخهم إلى الصدفي وابن عيسى وذكر النووي (٢) أنه الأصح الأشهر وعلى كل حال فقوله: الليل والنهار منصوبان على الظرف متعلقان [بما في] سحاء من معنى الفعل وهي الرواية المشهورة (٣) ومنه حديث أبي بكر أنه قال: "لأسامة حين أنفذ جيشه إلى الشام أغر عليهم غارة سحا إلى أي تسح عليهم البلاء دفعة من غير تلبث فالسح الصب والسيلان كأنها لامتلائها بالعطاء تسيل أبدا في الليل والنهار" (٤)، قال النووي (٥): ضبطناه بوجهين بنصب الليل والنهار ورفعهما النصب على الظرف والرفع على أنه فاعل ووقع عند الطبري (٦) في حديث عبد الرزاق لا يغيضها سح الليل والنهار برفع سح على أنه فاعل يغيضها [وخفض الليل والنهار بالإضافة على التوسع، كما قالوا: يا سارقَ الليلةِ أهلَ الدار] (٧) ويقال سح يسح سحا فهو ساح وسحاء أي دائمة الصب والهطل بالعطاء وهو كناية عن كثرة العطاء والفضل (٨) مأخوذ من قولهم سح الماء سحا إذا سال من فوق


(١) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٥٠٦).
(٢) ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (٣/ ١١١).
(٣) المفهم (٩/ ٧).
(٤) النهاية (٢/ ٣٤٥ - ٣٤٦)، والكواكب الدراري (١٧/ ١٥٥) و (٢٥/ ١٢٤).
(٥) ينظر: شرح النووي على مسلم (٧/ ٨٠ - ٨١).
(٦) سبق تخريجه.
(٧) المفهم (٩/ ٨).
(٨) النهاية (٢/ ٣٤٥).