للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} (١)، الثاني: أراد إظهار قدرته وعظمته كما قال مقاتل السماء والأرض في عظم الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي مع السماء والأرض في عظم العرش كحلقة في فلاة وكلها في جنب عظمة الله كذرة في جنب الدنيا فخلقه لذلك ليعلم أن خالقه أعظم منه، والثالث خلق العرش إشارة لعباده لطريق دعوته ليدعونه من الفوق لقوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (٢) والرابع خلقه لإظهار شرف محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (٣) وهو مقامه تحت العرش، والخامس خلقه معدن كتاب الأبرار لقوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨)} (٤) السادس قيل هو مرآة الملائكة يرون الآدميين وأحوالهم كي يشهدوا عليهم في القيامة السابع العرش أعلا العالم وليس مكان أعلا منه ولا أظهر ولذلك فالإستواء عليه والإستواء الإستيلاء عند قوم فمن استولى على أعظم المخلوقات فقد استولى على ما دونه والله أعلم (٥).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وبيده الميزان يخفض ويرفع" الحديث، قال: الخطابي:


(١) سورة الزمر، الآية: ٧٥.
(٢) سورة النحل، الآية: ٥٠.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٧٩.
(٤) سورة المطففين، الآية: ١٨.
(٥) كشف الأسرار (لوحة ٩)، وكنز الدرر (١/ ٦٦). تفسير الاستواء بمعنى الاستيلاء هو تأويل الجهمية والمعتزلة وقد أنكره أئمة السلف واللغة كابن الأعرابي وغيره وأنكره الإمام أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة، وغيره.