للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القبضة فارتفعت دخانا فخلق منه السموات وقال الطبري (١): أيضًا وأولى القولين عندي بالصواب قول من قال: أن الله تعالى خلق الماء قبل العرش لصحة الحديث الذي رواه أبو رزين العقيلى (٢) والله أعلم وقال ابن عباس: "كان العرش على الماء وكان الماء على الريح" (٣).

لطيفة: في رواية مقاتل بن سليمان جعل الله جل جلاله العرش أربعة أركان وجعل بين كل ركن وركن وجوها لا يعلم عددها إلا الله سبحانه أكثر من نجوم السماء وتراب الأرض وورق الشجر وليس لطول العرش ولا لعرضه منتهى يعلمه أحد إلا الله جل جلاله وتحت العرش الماء الذي قال الله تعالى فيه {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (٤) وهو بحر عظيم لا يعلم مقدار عظمته إلا الله تعالى والكرسي تحت العرش وهو قدر سبع سموات والأرض كما أخبر الله تعالى عنه في كتابه العزيز وسع كرسيه السموات والأرض ا. هـ.

سؤال: إن قيل لم خلق الله العرش بعد أن لا حاجة له إليه قيل لوجوه: أحدها جعله موضع خدمة ملائكته لقوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ


(١) تاريخ الطبري (١/ ٤٠).
(٢) أخرجه أحمد ٤/ ١١ (١٦١٨٨) و ٤/ ١٢ (١٦٢٠٠)، وابن ماجه (١٨٢)، والترمذي (٣١٠٩). وقال الترمذي: وهذا حديث حسن. وضعفه الألباني في الظلال (٦١٢)، مختصر العلو (١٩٣ و ٢٥٠)، والضعيفة (٥٣٢٠)، والمشكاة (٥٧٢٥).
(٣) أورده ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (٣/ ١٥٢) وقول ابن عباس سبق تخريجه.
(٤) سورة هود، الآية: ٧.