للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٥٦ - وَعَن أبي أُمَامَة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا ابْن آدم إِنَّك إِن تبذل الْفضل خير لَك وَإِن تمسكه شَرّ لَك وَلَا تلام على كفاف وابدأ بِمن تعول وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى" رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ (١).

الكفاف بِفَتْح الْكَاف مَا كف عَن الْحَاجة إِلَى النَّاس مَعَ القناعة لَا يزِيد على قدر الْحَاجة. وَالْفضل: مَا زَاد على قدر الْحَاجة.

قوله: وعن أبي أمامة تقدم الكلام على أبي أمامة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف" قد فسر الحافظ (٢) رحمه الله الفضل بما زاد على قدر الحاجة والكفاف: بما كف عن الحاجة إلى الناس مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة ا. هـ.

فقوله: "أن تبذل الفضل خير لك" الحديث هو بفتح الهمزة من أن ومعناه أن بذلك الفاضل عن حاجتك وحاجة عيالك خير لك لبقاء ثوابه لك وإن أمسكته فهو شر لك لأنه إن أمسكه عن الواجب استحق العقاب عليه وإن أمسكه عن المندوب فقد نقص ثوابه وفوت مصلحة نفسه في آخرته وهذا كله شر ومعنى ولا تلام على كفاف أن قدر الحاجة لا لوم على صاحبه وهذا إذا لم يتوجه في الكفاف حق شرعى كمن كان له نصاب زكوي ووجبت الزكاة فيه بشروطها وهو محتاج إلى ذلك النصاب لكفايته وجب عليه إخراج الزكاة


(١) مسلم (١٠٣٦)، والترمذي (٢٣٤٣).
(٢) يعني به المنذري كما سبق في أعلى الصفحة وينظر: فتح الباري لابن حجر (٣/ ٣٦٤).