للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معهم لكنهم المقصودون بالادخار حتى لو لم يكن عنده أهله لم يدخر لنفسه شيئا (١)، أ. هـ.

ويحتمل وجه آخر في الجمع وهو أنه كان لا يدخر لنفسه طعاما يصلح للأكل كالخبز والطعام المطبوخ والفاكهة كما يفعله بعض غالب الناس ولا يمنع أن يدخر لنفسه ما لا يصلح للأكل كالحب والدقيق ونحوهما والله أعلم.

وروي عن سلمان الفارسي أنه كان يجتهد في تعجيل ادخار قوته فيخاطب في ذلك فيقول إن النفس إذا ادخرت قوتها اطمأنت (٢) أي تفرغت للعبادة [والتفكر] في كتاب الله تعالى [كما ورد أن] الله تعالى يقول: "يا عبدي إذا كان عندك القوت فتعبد" كذا في طبقات الأولياء، ونقل في الروضة في كتاب السير (٣) عن إمام الحرمين أنه ذكر في كتابه الغياثى (٤) أنه يجب على الإنسان مواساة الفقراء إشباع الجائع وإطعام [المضطر] بما زاد على قوت السنة وهو يوهم أنه يعطيه إياهم من غير رجوع وليس كذلك بل يعطيه إياهم ثم يرجع عليهم عند يسارهم ويكون سبيله سبيل المقرض كما صرح بذلك


(١) إحكام الأحكام (٢/ ٣١١).
(٢) إصلاح المال (٩٢).
(٣) روضة الطالبين (١٠/ ٢٢٢).
(٤) الغياثي غياث الأمم في التياث الظلم (ص ٢٣٦ - ٢٣٧).