للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: ولا ينظر إليهم، [أي يعرض عنهم] ومعنى ولا يزكيهم، أي: لا يطهرهم من دنس ذنوبهم، وقال الزجاج وغيره: معناه لا يثني عليهم (١).

قوله: ولهم عذاب أليم، أي: مؤلم، قال الواحدي (٢): هو العذاب الذي يخلص إلى قلوبهم وجعه، قال: والعذاب كل ما يغني الإنسان ويشق عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ورجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل" زاد في رواية: "يقول الله له: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك" الحديث وإذا كان من يمنع فضل الماء الماشية عاصيا فكيف من يمنعه الآدمي المحترم فإن الكلام فيه، فلو كان ابن السبيل غير محترم كالحربي والمرتد لم يجب بذل الماء له (٣).

قال النووي (٤): قال أصحابنا: يجب بذل الماء بالفلاة كما ذكرناه بشروط أحدها: أن لا يكون ماء آخر يستغني به، والثاني: أن يكون البذل لحاجة الماشية لا لسقي الزرع، الثالث: أن لا يكون مالكه محتاجا إليه.

واعلم أن المذهب الصحيح أن من نبع من ملكه الماء صار مملوكا له، وقال بعض أصحابنا: لا يملكه أما إذا أخذ الماء في إناء من الماء المباح فإنه


(١) كشف المناهج (٢/ ٤٦٨).
(٢) ينظر: التفسير البسيط (٢/ ٤٤٦).
(٣) شرح النووي على مسلم (٢/ ١١٧).
(٤) شرح النووي على مسلم (١٠/ ٢٢٩).