للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنواع العبادات قد عبد المشركون بها آلهتهم وما كانوا يتخذونه من دون الله أندادا ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وأرباب النحل في الأزمان المتقادمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقربت إليها به ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع فلذلك قال الله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أي لم يشاركني فيه أحد ولا عبد به غيري فأنا حينئذ أجزي به وأتولى الجزاء عليه بنفسي ولم آكله إلى أحد من ملك مقرب أو غيره على قدر اختصاصه بى قاله ابن الأثير (١)، أ. هـ.

وذكر أبو الخير الطالقاني: فيه خمسة وخمسين قولا، قال الشيخ: من أحسنها قول سفيان بن عيينة ناهيك به أن يوم القيامة يتعلق خصماؤه بجميع أعماله [إلا] الصوم [فلا سبيل لهم عليه] فإنه لله تعالى (٢) [قيل هي إضافة تشريف] وذلك من قول [الله تعالى ناقة الله مع أن العالم كلّه لله تعالى] والله أعلم؛ وفي هذا الحديث: بيان عظيم فضل الصوم والحث عليه (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا أجزي به" ففيه بيان لعظيم فضله وكثرة ثوابه لأن الكريم إذا أخبر أنه يتولى الجزاء بنفسه اقتضى عظم قدر الجزاء وسعة العطاء (٤) [ودليل على أن جزاءه موكول إلى علم الله تعالى وأنه لا يدخل تحت إحاطة البشر (٥)].


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٢٧٠ - ٢٧١).
(٢) البدر المنير (١/ ٦٩٥)، والنجم الوهاج (٣/ ٣٥٣).
(٣) شرح النووي على مسلم (٨/ ٢٩).
(٤) شرح النووي على مسلم (٨/ ٢٩).
(٥) طرح التثريب (٤/ ١٠٢).