للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعلمت الْعلم وعلمته وقرأت فِيك الْقُرْآن، قَالَ كذبت وَلَكِنَّك تعلمت ليقال عَالم وقرأت الْقُرْآن ليقال هُوَ قارئ فقد قيل ثمَّ أَمر بِهِ فسحب على وَجهه حَتَّى ألقِي فِي النَّار وَرجل وسع الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ من أَصْنَاف المَال فَأتي بِهِ فَعرفهُ نعمه فعرفها، قَالَ فَمَا عملت فِيهَا قَالَ مَا تركت من سَبِيل تحب أَن ينْفق فِيهَا إِلَّا أنفقت فِيهَا لَك، قَالَ كذبت وَلَكِنَّك فعلت ليقال هُوَ جواد فقد قيل ثمَّ أَمر بِهِ فسحب على وَجهه حَتَّى ألقِي فِي النَّار" (١) رَوَا مسلم وَالنَّسَائيِّ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه كلاهُمَا بِلَفْظ وَاحِد.

قوله: عن أبي هريرة، تقدم الكلام على ترجمته.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال" الحديث، قال النووي (٢): قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد وعقابهم على فعلهم ذلك لغير وجه الله وإدخالهم النار فيه دليل على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (٣) انتهى.


(١) أخرجه مسلم رقم (١٩٠٥)، والنسائي (٦/ ٢٣) وفي السنن الكبرى رقم (٤٣٣٠)، والترمذي رقم (٢٣٨٢)، وابن حبان رقم (٤٠٨)، وابن خزيمة رقم (٢٤٨٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٠).
(٣) سورة البينة، الآية: ٥.