للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والإقدام ونحو ذلك وكان بحيث لو وجد قتالًا بين من لا يعرفه ولا يتوقع منه مدحًا ولا منزلة وكان في ليل مظلم لا يرى فعله فيه أحد لم يقاتل ولو وجد قطاع طريق ونحوهم غير كفار لم تحمله رؤية الناس على قتال لهم طلبا للمحمدة وحدها فهذا أيضًا ليس بشهيد في الآخرة، وإن كان حكمه في الظاهر حكم الشهيد لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي أمامة في رجل غزى يلتمس الأجر والذكر لا شيء له، وكذلك قال أبو الدرداء - رضي الله عنه - في الرجل يحب أن يحمد ويؤجر فقال: لا أجر له ولو ضرب بسيفه حتى ينقطع انتهى، قاله ابن النحاس في كتاب الجهاد الذي ألفه (١).

قوله: "ولكنك قاتلت ليقال: فلان جريء، فقد قيل" جريء: بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد أي شجاع قاله المنذري، وقال النووي: أي حاذق مقدام (٢). قوله: "ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار" السحب الجر بعنف (٣). قوله: "ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل" الجواد هو [الذي يعطي بلا مسألة صيانة للآخذ من ذل السؤال].

٢٩ - عَن الْوَليد بن أبي الْوَليد أبي عُثْمَان الْمَدِينيِّ أَن عقبَة بن مُسلم حَدثهُ أَن شفيا الأصبحي حَدثهُ أَنه دخل الْمَدِينَة فَإِذا هُوَ بِرَجُل قد اجْتمع عَلَيْهِ النَّاس فَقَالَ من هَذَا قَالُوا أَبُو هُرَيْرَة قَالَ فدنوت مِنْهُ حَتَّى قعدت بَين يَدَيْهِ وَهُوَ


(١) مشارع الأشواق (ص ٦٢٠ - ٦٣٣) باختصار.
(٢) رياض الصالحين (ص ٤٥٨).
(٣) الدر المصون (٩/ ٤٩٨)، ونظم الدرر (١٧/ ١١٤).