للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والآيات في هذا كثيرة والشريعة كلها طافحة بأن الأعمال لأجل الجنة أعمال صحيحة غير معلولة لأن الله تعالى ذكر صفة الجنة وما أعد فيها للعاملين ترغيبا للنالس في العمل ومحال أن يرغبهم في العمل للثواب ويكون ذلك الثواب معلولًا مدخولًا (١).

واعلم أن هذه النيات الثلاث كافيات في نيل المقصود كفيلات بدار الخلود غير أن هذه النية الأخيرة كالقشر بالنسبة إلى الأولى والثانية، وأما غزى رياء وسمعة وافتخارا ليقال هو غاز أو شجاع أو نحو ذلك ولك يخطر بباله قصد التقرب إلى الله تعالى البتة فهذا ليس بشهيد عند الله تعالى بلا خلاف بل هو خليق في صفقته بالخسران وجدير في آخرته بالمذلة والهوان وهو أحد الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة قبل الخلائق وإنما استوجب من الله تعالى هذا المقت العظيم وحق عليه العذاب الأليم لتقربه بالعبادة إلى غير من شرعها ويستحقها لذاته وعبد بها غيره، فختم له بالإشراك وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اليسير من الرياء شرك" (٢) وإذا كان اليسير من الرياء شرك فكيف بالكثير سيما عند الخاتمة، نعوذ بالله من أسباب سخطه وموجبات عقابه، فإن غزى ونيته الأجر وأن يذكر أيضا بالغزو والشجاعة


(١) مشارع الأشواق (ص ٦١٣ - ٦١٥).
(٢) أخرجه ابن ماجه رقم (٣٩٨٩)، والطبراني في المعجم الأوسط رقم (٧١١٢) وفي المعجم الصغير رقم (٨٩٢) وفي المعجم الكبير (٢٠/ ١٥٣) رقم (٣٢١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٤) وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين.