للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منهم: عبادة بن الصامت وأبو الدرداء وسعيد بن المسيب وغيره، وفي مراسيل القاسم بن مخيمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقبل الله عملا فيه حبة من خردل من رياء" (١) وسيأتي هذا الحديث في الأصل ولا نعرف عن السلف في هذا خلافا وإن كان فيه خلاف عن بعض المتأخرين، فإن خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل أخذ أجرة للخدمة أو أخذ شيء من الغنية أو التجارة نقص بذلك أجر جهادهم ولم يبطل بالكلية، وقد ذكرت أحاديث تدل على أن من أراد بجهاده عرضا من الدنيا أنه لا أجر له وهي محمولة على أنه لم يكن له غرض في الجهاد إلا الدنيا أنه لا أجر له، وقال الإمام أحمد بن حنبل - صلى الله عليه وسلم - عنه أن التاجر والمستأجر والمكاري أجرهم على قدر ما يخلص من نيتهم في غزاتهم ولا يكونوا مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخالطه به غيره، وأما إذا كان العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء فإن كان خاطرا أو وديعة فلا يضره بلا خلاف وإن استرسل معه فهل يحبط به عمله أم لا يضره ذلك ويجازي على أصل نيته في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد بن حنبل وابن جرير الطبري ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازي بنيته الأولى وهو مروي عن الحسن البصري وغيره، فأما إذا عمل العامل لله خالصا ثم ألقى الله الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ففرح بفضل الله ورحمته فاستبشر بذلك لم يضره ذلك، والله أعلم (٢).


(١) أورده ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم (١/ ٨٢).
(٢) جامع العلوم والحكم (١/ ٨٢)