للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحجر الأسود لهذا الحديث، وهذا الاستقبال يظهر أنه حين دخول المسجد يعني أنه يقصده لا في حال الطواف فإن لم يمكنه التقبيل استلمه بيده أو بمحجن وقبله لأنه -صلى الله عليه وسلم- طاف على بعير يستلم الركن بمحجنه ثم يقبله، رواه مسلم وغيره، والمحجن: عصي محنية الرأس، ثم الأصح أن تقبيل ما يستلم به يكون بعد الاستلام فإن لم يمكنه أشار إليه بيده لأنه قدر استطاعة ولا يشير إلى القبلة بالفم لأنه لم ينقل، واستحب جماعة من العلماء الزحام عند تقبيل الحجر لأن ابن عمر كان يزاحم عليه وذلك مكروه عندنا، وفي مسند الإمام أحمد عن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له يا عمر إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر الأسود فتؤذي الضعيف إن وجدت خلوة فاستلمه والا فاستقبله وهلل وكبر والمستحب للمرأة الإشارة باليد مطلقا لقول عائشة وما للنساء واستلام الركن، نعم لو أرادت التقبيل فعلته ليلا عند خلوة المطاف (١)، أ. هـ، قاله في مختصر الكفاية.

قوله: "ها هنا تسكب العبرات"، والعبرات جمع عبرة وهي جلب الدمع قاله الجوهري (٢) وقال ابن سيدة (٣) العبرة الدمع وقيل هو أن ينهمل الدمع ولا يسمع البكاء، وقيل: هي الدمعة قبل أن تقبض، وقيل: تردد البكاء في الصدر، وقيل: هي الحزن بغير بكاء والصحيح الأول، [وفي] الحديث أن


(١) كفاية النبيه (٧/ ٣٧٠).
(٢) الصحاح (٢/ ٧٣٢).
(٣) المحكم والمحيط الأعظم (٢/ ١٣٢).