للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مستلذا في نفسه فيوجب ذلك القلق فهذا السد الغامض الذي يحتاج إلي الكشف ولهذا التوقان ثلاثة أسباب أحدها: دعاء الخليل عليه الصلاة والسلام حين قال: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} (١) قال ابن عباس: معناه تحن إليهم ولو قال: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} لحجه اليهود والنصارى لكنه قال من الناس، الثاني: أنه قد جاء في الحديث أن الله تعالى ينظر إلى الكعبة ليلة النصف من شعبان فتحن القلوب إليها وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال ليلة النصف من شعبان تنسخ فيها الآجال [ويكتب] فيها الحاج، والثالث: أن الله تعالى أخذ العهد من ذرية آدم بأرض نعمان وهي عرفة بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} (٢) فذلك المكان أول وطن والنفس أبدًا تنازع إلى حب الوطن والأوطان أبدا محبوبة (٣) أ. هـ قاله في الديباجة.

قوله: "ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر الأسود فاستلمه وفاضت عيناه بالدموع" تقدم الكلام على الاستلام وهو المسح باليد بلا خلاف فلهذا يستحب لداخل المسجد أن يستلم الحجر في أول الطواف كما صرح به الحديث.

قوله: "ورمل ثلاثا ومشى أربعا حتى فرغ" الرمل: بتحريك الميم وفتحها


(١) سورة إبراهيم، الآية: ٣٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٧٢.
(٣) مثير الغرام الساكن (ص ٧٣ - ٧٥).