للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم- في رواية البزار "وأنا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء أحق المساجد أن يزار وتشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي" الحديث.

وقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الآخر في صحيح مسلم "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى"، وفي رواية "ومسجد إيلياء" هكذا وقع في صحيح مسلم هنا وإيلياء هو بيت المقدس وفيه ثلاثة لغات أفصحهن وأشهرهن إيلياء بكسر الهمزة واللام والمد والثانية كذلك إلا أنه مقصور والثالثة إلياء بحذف الياء وبالمد وسمي الأقصى لبعده من المسجد الحرام ومسجد الحرام ومسجد الأقصى هو من إضافة الموصوف على صفته وقد أجازه النحويون الكوفيون وتأوله البصريون على أن فيه محذوفا تقديره مسجد المكان الحرام والمكان الأقصى منه قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} (١) أن المكان الغربي ونظائره (٢).

وقوله: "لا تشد الرحال" والرحال جمع رحل البعير وهو أصغر من القتب والرحل أيضا مسكن الرجل (٣) والمعنى على الأول والمسجد الحرام مجرور وكذا ما عطف عليه من البدل من الثلاثة ففيه بيان عظيم لفضيلة هذه المساجد الثلاثة ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء


(١) سورة القصص، الآية: ٤٤.
(٢) شرح النووي على مسلم (٩/ ١٦٨).
(٣) الصحاح (٤/ ١٧٠٦ - ١٧٠٧).