للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صلوات الله وسلامه عليهم ومتعبداتهم ولفضل الصلاة فيها (١)، ومعنى الحديث لا يسافر لمسجد [لفعل] قربة إلا في هذه المساجد (٢).

وقوله: "لا تشد الرحال" قال الخطابي (٣): لا تشد لفظه لفظ خبر ومعناه الإيجاب فيما نذر الإنسان من الصلاة في البقاع التي يتبرك بها والشد الى المسجد الحرام فرض للحج والعمرة وكان يشد إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته للهجرة وكانت واجبة على الكفاية وأما إلى بيت المقدس فإنما هو فضيلة واستحباب، وقد تأول معنى الحديث على وجه آخر وهو أنه لا يرحل في الاعتكاف إلا إلى هذه الثلاثة فقد ذهب بعض السلف إلى أن الاعتكاف لا يصح إلا فيها دون سائر المساجد، وفيه فضيلة شد الرحال إليها ولا خلاف في أن هذه المساجد الثلاثة أفضل من سائر المساجد كلها.

ومعناه عند جمهور العلماء: لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غيرها وشد الرحال كناية عن السفر (٤).

وقال في المفهم: شد الرحال كناية عن السفر البعيد (٥)، وقد فسر هذا المعنى في [الرواية الأخرى] التي فيها إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد، ولو نذر


(١) شرح النووي على مسلم (٩/ ١٠٦).
(٢) المفهم (١١/ ٨).
(٣) أعلام الحديث (١/ ٦٤٧)، ومعالم السنن (٢/ ٢٢٢).
(٤) شرح النووي على مسلم (٩/ ١٦٧)، والكواكب الدراري (٧/ ١٢).
(٥) المفهم (١١/ ٨).