للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال المنذري: اللأواء مهموز ممدود هي شدة الضيق أ. هـ.

وقال غيره: اللأواء هو الجوع وشدة الكسب فيها والمشقات الحاصلة للمقيم بها (١) فيستحب المجاورة بالمدينة لما يحصل من ذلك من نيل الدرجات ومزيد الكرامات قاله الزركشي (٢).

قوله: "إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدًا" وفي حديث أبي سعيد الذي بعده: "إذا كان مسلما" فيكون المعنى أن الصابر على شدة المدينة صنفان: من يشفع له النبي -صلى الله عليه وسلم- من العصاة ومن يشهد له بما نال فيها من الشدة ليوفي أجره، وشفاعته -صلى الله عليه وسلم- وإن كانت عامة للعصاة من أمته إلا أن العصاة من أهل المدينة لهم زيادة خصوص، وذلك والله أعلم بأن يشفع لهم قبل أن يعذبوا بخلاف غيرهم أو يشفع في رفع درجاتهم أو في السبق إلى الجنة أو فيما شاء الله من ذلك (٣)، أ. هـ.

وقال في شرح مشارق الأنوار (٤) القول الأقوم في هذا الحديث أن (أو) للتقسيم لا على الشك من بعض الرواة والمراد منه على هذا كنت شفيعا لبعضهم شهيدا لبعضهم وهو الذي وفى لله تعالى بعهده والرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يشهد إلا لمن هذه صفته ويشهد على سائر أمته بالبلاغ وإن ذهب ذاهب إلى


(١) المفهم (١١/ ٢٩).
(٢) إعلام الساجد بأحكام المساجد (ص ٢٤٥).
(٣) المفهم (١١/ ٣٠).
(٤) حدائق الأزهار (لوحة ١٦٩/ خ ٨٧٧٨١ كتبخانة) للأرزنجانى.