للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بادروا بكنى أولادكم لا يسبق لها ألقاب السوء (١)، وفيه جواز المزاح فيما ليس بإثم، وفي الترمذي (٢) من حديث ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدًا فتخلفه" قال العلماء المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط [ويداوم] عليه فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ويشغل عن ذكر الله والفكر في مهمات الدين [ويؤول في] كثير من الأوقات إلى الإيذاء ويورث الأحقاد ويسقط المهابة والوقار، فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله فإنه -صلى الله عليه وسلم- إنما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة ولتطييب نفس المخاطب ومؤانسته وهذا لا منع منه مطلقا بل هو سنة مستحبة إذا كان بهذه الصفة (٣) قاله في الديباجة. أ. هـ.

وفيه: جواز تصغير بعض المسميات وفيه جواز السجع في هذا الكلام الحسن بلا كلفة وفيه ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وفيه بيان ما كان عليه رسول الله من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع وزيارة أهل الفضل لأن أم


(١) روى مرفوعا عن ابن عمر وموقوفا على عمر بن الخطاب:
أما المرفوع عن ابن عمر: أخرجه ابن حبان (١/ ١٧٢)، وابن عدى (٢/ ١٧٢) بلفظ بادروا أولادكم بالكنى لا يغلب عليهم الألقاب. وقال الألباني موضوع الضعيفة (١٧٢٨). وأما الموقوف: أخرجه الغسانى في ألقاب الصحابة (ص ٢٥) وتقييد المهمل (٢/ ١٠٨٧) من طريق بقية، عن عبد الملك بن النعمان، أن رجلًا حدثه أن عمر بن الخطاب قال: "عجلوا بكنى أولادكم، لا تسرع إليهم ألقاب السوء".
(٢) سنن الترمذي (١٩٩٥) وقال الألباني ضعيف ينظر: ضعيف الأدب المفرد (٥٨/ ٣٩٤).
(٣) الأذكار (ص ٥٠٨) للنووى.