للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفضل والدة أبي عمير وأنس من محارمه -صلى الله عليه وسلم-، واستدل به بعض المالكية على جواز الصيد من حرم المدينة ولا دلالة فيه لذلك لأنه ليس في الحديث [صراحة ولا كناية أنه من] حرم المدينة بل يقال إنه صيد من الحل وأدخل الحرم ويجوز للحلال أن يفعل ذلك ولا يجوز له أن يصيد من الحرم فيفرق بينه وبين ابتداء صيده وبين استحباب إمساكه، وقد صحت أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تحريم صيد المدينة فلا يجوز تركها بمثل هذا الاحتمال ومعارضتها به، وفي الحديث أيضًا دليل على جواز لعب الصغير بالطير الصغير (١).

قال الإمام العباس القرطبي (٢): لكن الذي أجاز العلماء أن يمسك له وأن يلهو بحبسه وأما تعذيبه والعبث به فلا يجوز لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تعذيب الحيوان إلا لمأكلة.

وقال غيره معنى قوله: "يلعب به" يتلهى بحبسه وإمساكه، وفيه دليل على جواز حبس الطير في القفص لهذا الغرض وغيره ومنع ابن عقيل الحنبلي من ذلك وجعله سفها وتعذيبا لقول أبي الدرداء -رضي الله عنه- تجيء العصافير يوم القيامة تتعلق بالعبد الذي كان يحبسها في القفص عن طلب أرزاقها وتقول: هذا عذبني في الدنيا؟ والجواب: ان هذا فيمن منعها المأكول والمشروب (٣) وقد


(١) المفهم (١٧/ ١٣٧ - ١٣٨)، وشرح النووي على مسلم (١٤/ ١٢٩).
(٢) المفهم (١٧/ ١٣٨).
(٣) حياة الحيوان (٢/ ٤٩٣).