للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يحب الاسم الحسن ولا أحسن من اسم مشتق من الأحدية، وقد خص الله تعالى هذا الجبل بهذا الاسم لموافقته لما أراد الله تعالى من مشاكلة اسمه لمعناه إذ أن أهله وهم الأنصار نصروا التوحيد والمبعوث بدين التوحيد عنده استقر حيا وميتا وكان من عادته عليه السلام أن يحب الوتر ويستعمله في شأنه كله استشعارا للأحدية، فقد وافق اسم هذا الجبل لأغراضه عليه السلام ومقاصده في الأسماء فاسم هذا الجبل من أوفق الأسماء له ومع أنه مشتق من الأحدية فحركات حروفه الرفع وذلك يشعر بارتفاع دين الأحد وعلوه فتعلق الحب من النبي -صلى الله عليه وسلم- به اسمًا ومعنى فخص من بين الجبال كلها بان يكون معه في الجنة إذا بست الجبال بسا فكانت هباء منبثا، وفي أحد قبر هارون عليه السلام وفيه قبض وكان أحد محببا إلى قومه (١) انتهى قاله في الديباجة، وتقدم الكلام على أحد وعلى العضاه.

وقوله في الرواية الأخرى: "إن جبل أحد يحبنا ونحبه وهو على ترعة من ترع الجنة" والترعة هي الروضة والباب أيضا كذا فسرها الحافظ (٢)، وهو المراد في هذا الحديث، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل: الباب وفي رواية "على ترعه من ترع الحوض" وهو مفتح الماء إليه، وأترعت الحوض إذا ملأته، والترعة في الأصل الروضة على المكان المرتفع خاصة فإذا كانت في المطمئن فهي الروضة، وقال الطحاوي في مشكل الآثار: وقد جاء "وضع


(١) قاله السهيلى في الروض الأنف (٥/ ٤٤٩ - ٤٥٠).
(٢) أى المنذرى.