للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من غير الروضة مما هو أرفع من الروضة وقد يكون مما تجمع الروضة وغيرها مما شرفه الله به وأبان منزلته عن الناس، وفي تصحيح هذه الألفاظ علم من أعلام نبوته -صلى الله عليه وسلم- لأن [الله اختصه بأَن أَعلمه بالمخفيات] والله أعلم قاله الزركشى (١)، وجاء في الحديث: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة" وفي لفظ "ما بين بيتي ومنبري" وفي لفظ للطبراني "ما بين حجرتي ومصلاي" قال الكرماني (٢): قال الطبري: المراد بالبيت إما القبر وإما مسكنه [الظاهر] ولا تفاوت بينهما لأن قبره في حجرته وهي بيته وسمي تلك البقعة المباركة روضة لأن زوار قبره من الملائكة والإنس والجن لم يزالوا مكبين على ذكر الله وعبادته.

واختلف في المراد به فقيل: مجري على ظاهره فيوم القيامة ينقل قبره ومنبره فيكون ما بينهما روضة من رياض الجنة وهذا لا مانع منه (٣)، وقيل: المراد به أن من قصد زيارة هذا الموضع الشريف كان جزاؤه أن يدخل روضة من رياض الجنة (٤) والأول أصوب، أ. هـ.

وقيل: معنى الحديث أن الصلاة والذكر فيما بينهما يؤدي إلى روضة من رياض الجنة، وقيل: سمى ما بينهما روضة لأنه مجلس الذكر والدعاء وقد سمى


(١) إعلام الساجد (ص ٢٥٢).
(٢) ينظر: الكواكب الدراري (٧/ ١٦ - ١٧).
(٣) المفهم (١١/ ٤٢).
(٤) الميسر (١/ ٢٠١) وشرح المصابيح (١/ ٤١٩).