للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجالس الذكر والدعاء رياضا لأنها مؤدية إليها كذا ذكره البيضاوي في شرح المصابيح (١)، وفي هذه الرواية الأخرى "منبري على حوضى" [أي: حوض الكوثر يدعو الناس عليه، قال الخطابي (٢): معناه [تفضيل] المدينة والترغيب في المقام بها والاستكثار من ذكر الله تعالى وعبادته في مسجدها وأن من لزم الطاعة آلت به الطاعة إلى روضة الجنة ومن لزم عبادة الله عند المنبر سقى في القيامة من الحوض والله أعلم قاله الكرماني (٣)].

اختلف العلماء في معناه على ثلاثة أقوال، أحدها: أن المراد به أن هذا المنبر بعينه يعاد فيكون على الحوض منصوبا، والثاني: أنه ينصب له منبر آخر، والثالت: أن من قصد زيارته ترتب له على ذلك أن يسقي من حوضه (٤) ذكره ابن عقيل، وقال القاضي عياض (٥): قال أكثر العلماء: المراد منبره بعينه الذي كان في الدنيا قال: وهذا هو الأظهر وأنكر كثير منهم ذلك، قال: وقيل إن له هناك منبرا على حوضه، وقيل: معناه أن قصد منبره والحضور عنده لملازمة الأعمال الصالحة يورد صاحبه إلى الحوض ويقتضي شربه منه (٦) أ. هـ.

وفي رواية أخرى: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" ذكروا في


(١) تحفة الأبرار (١/ ٢٥٥ - ٢٥٦).
(٢) أعلام الحديث (١/ ٦٤٩).
(٣) ينظر: الكواكب الدراري (٢٣/ ٦٩ - ٧٠).
(٤) المفهم (١١/ ٤٣).
(٥) ينظر: إكمال المعلم (٤/ ١٧٦).
(٦) شرح النووي على مسلم (٩/ ١٦٢).