للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومسجد قباء (١) أ. هـ، قاله في الديباجة.

وقد ركب عليه الصلاة والسلام إليه ثم رجع فقال: "يا عائشة، جئنا من هذا العقيق فما ألين موطئه وأعذب ماءه! " قالت: أفلا ننتقل إليه؟ قال: "وكيف وقد ابتنى الناس"، وقد ابتنى الناس من خلافة عثمان ونزلوا وحفروا فيه الآبار وغرسوا فيه الأشجار والنخيل من جميع نواحيه على جنبتي وادي العقيق ونزل فيه جماعة من الصحابة منهم سعد بن أبي وقاص وأبو [هريرة وسعيد بن زيد] وسعيد بن العاصي ومات به سعد وسعيد وهما من العشرة، و [أبو هريرة] مات به سعيد بن العاص وحملوا إلى المدينة ودفنوا بالبقيع وكانت فيه قصور مشيدة ومناظر رائقة وآبار عذبة وحدائق ملتفة فخرب على طول الزمان ولم فيه اليوم إلا الآثار، قال ابن النجار وليس به مساكن (٢) أ. هـ، قاله في شرح الإلمام.

وروى ابن أبي الدنيا في "كتاب الاعتبار" من حديث أنس بن مالك قال: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى وادي العقيق فقال: "يا أنس خذ هذه المطهرة واملأها من هذا الوادي المبارك فإنه يحبنا ونحبه" فأخذتها فملأتها وأسرعت فلحقت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد علي فلما سمع حسي التفت إلي وقال: "يا أنس فعلت ما أمرتك به" قلت: نعم يا رسول الله، ثم التفت إلي على فقال:


(١) شرح الصحيح (٤/ ٢٠٣) لابن بطال.
(٢) تاريخ مكة المشرفة (ص ٢٤٢ - ٢٤٣).