للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عندي أوجه وأظهر يعني مما ذكره القاضي عياض (١) والله أعلم.

فإن قيل: لا خصوصية للجهاد بذلك لأن أدنى عمل من عمل البر يكون ثوابه خيرا من الدنيا وما فيها لأن الدنيا تفنى والعمل يبقى وقد ورد مثل ذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها" ومعنى الحديث: ولقدر الموضع الذي يوضع فيه سوطه خير من الدنيا وما فيها (٢)، وقد رواه البزار مختصرا "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها" (٣) ويحتمل أن يكون المراد ثواب موضع السوط خير من الدنيا وما عليها موضع السوط هو الموضع الذي يعلق فيه على الدابة وإذا كان هذا ثواب موضع السوط الذي هو أدنى أمتعة المجاهد فغيره أولى، أ. هـ.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها" قال الحافظ المنذري: الروحة المرة الواحدة من المجيء، والغدوة المرة الواحدة من الذهاب، انتهى. وقال ابن النحاس (٤): الروحة


(١) مشارع الأشواق (ص ٣٦٨ - ٣٦٩).
(٢) قاله المنذرى كما سأتى في فصل في أن أعلى ما يخطر على البال أو يجوزه العقل من حسن الصفات المتقدمة فالجنة وأهلها فوق ذلك.
(٣) أخرجه البخاري (٣٢٥٠) و (٦٤١٥) وابن ماجه (٤٣٣٠) عن سهل بن سعد. وأخرجه البزار (٦٢٥٤)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٥٩)، وأبو نعيم في صفة الجنة (٥٦) عن أنس بن مالك. قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٤١٥: رواه البزار، وإسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٧٦٨).
(٤) مشارع الأشواق (ص ٢٢٣ - ٢٢٤).