للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "وإن مات فيه" أي في الرباط "جرى عليه عمله الذي كان يعمل" وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد، وقد جاء صريحا في غير مسلم: "كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة" أي يزاد ويرفع ولا معنى للنماء إلا المضاعفة وهي غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه بل هي فضل دائم من الله تعالى وهذا العمل الذي يجري عليه ثوابه هو ما كان يعمله من الأعمال الصالحة أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من مات مرابطا أجري عليه أجر عمله الصالح" (١) قاله القرطبي (٢).

قوله: "وأجري عليه رزقه" موافق لقوله تعالى في الشهداء {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٣) وفي الصحيح ان أرواح الشهداء تأكل من ثمار الجنة (٤).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وأمن من الفتان" قال النووي (٥): ضبطوا "أمن" بوجهين أحدهما: أمن بفتح الهمزة وكسر الميم من غير واو، والثاني: أومن بضم الهمزة وبواو، وأما الفتان: فقال القاضي عياض (٦) رواية الأكثرين بضم الفاء


(١) أخرجه ابن ماجه (٢٧٦٧).
وقال الألباني: صحيح، الروض النضير (١٠١٣).
(٢) تفسير القرطبى (٤/ ٣٢٥) والتذكرة (ص ٤١٥ - ٤١٦).
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٦٩.
(٤) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٦١).
(٥) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٦١).
(٦) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٣٤٢).