للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جمع فاتن قال: ورواية الطبري (١) بالفتح، وفي رواية أبي داود في سننه (٢) "وأومن من فتاني القبر" الحديث، ويريد مسائلة منكر ونكير عليهما السلام (٣) وهو من الفتنة التي هي الاختبار والامتحان (٤) ذكره المنذري في حواشي مختصر أبي داود، وهذا الحديث هو أحد الأحاديث الخمس التي تنجي من أهوال القبر وفتنته وعذابه وهي: رباط، قتل، قول، بطن، زمان. فأولها الرباط وذكر هذا الحديث وسيأتي الكلام على البواقي ذكر ذلك القرطبي (٥).

فائدة: إنما سميا فتاني القبر منكر ونكير لأن في سؤالهما انتهارا وفي خلقهما صعوبة لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق الطير ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام بل هما خلق بديع وليس في خلقتهما أنس للناظرين إليهما بل جعلهما الله تعالى مكرمة للمؤمن لتثبته وتبصره وهتكا لستر المنافق في البرزخ من قبل ان يبعث حتى يحل عليه العذاب قاله أبو عبد الله الترمذي (٦).


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) جامع الأصول (٩/ ٤٦٩) ومشارع الأشواق (ص ٣٧٤).
(٤) شرح المصابيح (٤/ ٣٠٨).
(٥) التذكرة (ص ٤١٥).
(٦) نوادر الأصول (٦/ ٢٤) وعنه القرطبى في التذكرة (ص ٣٨٤ - ٣٨٥) وزاد الترمذي: وإنما وإنما صارت مكرمة للمؤمن؛ لأن العدو لم ينقطع طمعه بعد، فهو يتخلل السبيل إلى أن =