للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عزمات الأمراء على الناس في الغزو إليى الأقطار البعيدة وأخذهم بها، ومنه حديث سعد "فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك" احتملناه وصبرنا عليه وهو افتعلناه من العزم قاله صاحب النهاية (١)، وقال ابن النحاس رحمه الله تعالى: كثرت العزائم يعني حمل السلطان عليهم شدة الأمر والعزم فيما يشق عليهم لبعد المغزى وقلة عونهم عليهم وغير ذلك، قال أبو الوليد بن رشد في المقدمات (٢) بعد ذكر هذا الحديث دل ذلك من قوله على أن الجهاد على السنة أفضل من الرباط وكذلك روى ابن القاسم عن مالك والأظهر في تأويل ذلك عندي أن معناه عند شدة الخوف على أهل ذلك الثغر وتوقع هجوم العدو عليهم وغلبته إياهم على أنفسهم ونسائهم وذراريهم إذ لا يشك أن إعانتهم في ذلك الوقت وحراستهم فيما يتوقع عليهم أفضل من الجهاد إلى أرض العدو فلا يصح أن يقال أن أحدهما أفضل من صاحبه على الإطلاق وإنما ذلك على قدر ما يرى وينزل (٣)، أ. هـ.

روى عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب فذكر الحديث إلى أن قال "فإذا انتاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحلت الحرم فعليكم بالرباط" (٤) فإنه


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٢٣٢).
(٢) المقدمات الممهدات (١/ ٣٦٥).
(٣) مشارع الأشواق (ص ٤٠٠ - ٤٠١).
(٤) الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (١٣٧٦) الجهاد لابن أبي عاصم (٣١٨).