للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدعوة، قال: وهل تدعوا الخيل وتجاب؟ قال: نعم، ليس من ليلة إلا والفرس يدعوا فيها ربه فيقول: رب إنك سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي في يده اللهم فاجعلني أحب إليه من أهله وولده فمنها المستجاب ومنها غير المستجاب ولا أرى فرسي هذا إلا مستجابا (١)، وذكر صاحب شفاء الصدور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "للفرس ثلاث دعوات كل ليلة يقول في الأولى: اللهم اجعلني أحب ماله إليه، ويقول في الثانية: اللهم وسع عليه يوسع عليّ، ويقول في الثالثة: اللهم ارزقه الشهادة عليّ" وقال ابن النحاس عفا الله عنه: ولا يتعجب من دعاء الخيل فإنها تتميز على غيرها من الحيوان المركوب بمزيد إدراك وفهم وسرعة قبول للتهذيب ورياضة الأخلاق وغير ذلك مما شهد به العيان، ومن ذلك ما روى عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عاتبوا الخيل فإنها تعتب" (٢) أي: [أدبوها] وروضوها للحرب فإنها تتأدب وتقبل العتاب قاله في النهاية (٣)، خرج الطبراني هذا الإسناد وإن كان فيه مقال


(١) حياة الحيوان (٢/ ٢٨٦).
(٢) مشارع الأشواق (ص ٣٣٦ - ٣٣٧) والحديث أورده ابن الأثير في النهاية (٣/ ١٧٥) وأخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ١١٢ رقم ٧٥٢٩) والشاميين (٨٣٣). وقال الهيثمي في المجمع ٥/ ٢٦٢: رواه الطبراني من رواية إبراهيم بن العلاء الزبيدي عن بقية، وبقية مدلس. وسأل ابن جوصا محمد بن عوف عن هذا الحديث فقال: رأيته على ظهر كتاب إبراهيم ملحقا فأنكرته فقلت له: فتركه قال: وهذا من عمل ابنه محمد بن إبراهيم كان يسوي الأحاديث، وأما أبوه فشيخ غير متهم وقال فيه أبو حاتم: صدوق، ووثقه ابن حبان. وقال الألباني في الضعيفة (٦٣٦٠): منكر.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ١٧٥).