للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعنه أيضًا تقدم الكلام عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللّه يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله"، قوله "ومنبله" قد ضبطه المنذري في الترغيب بضم الميم وإسكان النون وكسر الباء الموحّدة، وضبطه في التنقيح نقلًا عن المنذري أيضًا بضم الميم وفتح النون وتشديد الباء الموحّدة وكسرها، وهذا رأيتُ أكثر العُلماء نحوا إليه، يقال: نبلت الرجل بالتشديد وكذا أنبلته إذا ناولته النبل، أ. هـ؛ قال البغوي في شرح السنة (١): والمنبل هو الذي يناول الرامي النبل وهو يكون على وجهين [أحدهما] يقوم بجنب الرامي أو خلفه يناوله النبل واحدًا بعد واحد حتى يرمي، والوجه الآخر: أن يرد عليه النبل المرمي به والممد به، وأي الأمرين فعل فهو سعد به، ومما يؤيد ما ذكره البغوي (٢) ما رواه الحاكم وغيره عن عامر بن سعد عن أبيه مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يوم أحد "إنبوا سعدًا، ارم يا سعد رمى اللّه لك فداك أبي وأمي" قال الحاكم: صحيح على شرطهما، ومعنى قوله: "إنبلوا سعدًا" أي: ناولوه النبل، والنبل: قال الجوهري (٣) وغيره هي السماع العربية وهي مؤنثة لا واحد لها من لفظها، وقد يجمعوها على نبال وأنبال، أ. هـ.

وقال الهروي: وإذا أراد الواحد قالوا نشابة أو سهم، أ. هـ، وقال غير الجوهري: والنبل السهام العربية وهي لطاف ليست بطوال كسهام النشاب


(١) شرح السنة للبغوي (١٠/ ٣٧٠).
(٢) شرح السنة للبغوي (١٠/ ٣٧٧).
(٣) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٥/ ١٨٢٣).