مالًا كذلك الجهاد لا يناله إلا أفضل المؤمنين سابقة ومآلا كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا يناله إلا أفضلهم"، ويحتمل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما شبه الجهاد بذروة السنام لأن من تسور السنام فقد حكم على جميع أجزاء البعير كذلك من رزقه الله الجهاد فقد أناله جميع ما في الإسلام من أجزاء الفضل؛ لأن نوم المجاهد أجر، وسفره أجر، ونفقته أجر، ونصبه أجر، وخوفه أجر، وظمأه أجر، وجوعه أجر، وحركاته كلها أجر إلى غير ذلك واللّه سبحانه أعلم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" الحديث، إذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت" فهم منه أن اللّه أمره بذلك، وإذا قال الصحابي: فهم منه أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمره بذلك فإن من اشتهر بطاعة رئيس إذا قال ذلك فهم منه أن الرئيس أمره بذلك.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ويشهدوا أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله" ومن أعظم [الأعمال وأفضلها] أداء الصلوات في أوقاتها بكمالها وحقوقها كما أمرنا، قال بعض الحكماء: من منع الصلاة منع اللّه منه الشهادة ومن منع الزكاة منع اللّه منه البركة، ومن منع الصدقة منع اللّه منه الصحة، ومن منع الدعاء منع اللّه منه الإجابة، ومن منع الاستغفار منع اللّه منه التوبة.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها" ومعنى عصموا: منعوا.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وحسابهم على اللّه" أي: فيما يسرون به من الكفر والمعاصي ويخفونه من النيات ويذرونه من الأعمال الباطنة دون ما يخلون به من