للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (١) الآية.

قوله: فعجب لها أبو سعيد فقال: أعدها عليّ يا رسول اللّه، فأعادها عليه رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: "وأخرى يرفع اللّه بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض"، قال: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: "الجهاد في سبيل اللّه" الحديث، قال القاضي عياض (٢): يحتمل أن هذا على ظاهره وأن الدرجات هي المنازل التي بعضها أرفع من بعض في الظاهر، وهذه صفة منازل الجنة كما جاء في أهل الغرف أنهم يتراءون كالكوكب الدري، قال: ويحتمل أن المراد الرفعة بالمعنى من كثرة النعيم وعظيم الإحسان ما لم يخطر على قلب بشر ولا يصفه مخلوق، وأن أنواع ما أنعم اللّه به عليه من البر والكرامة يتفاضل تفاضلا كثيرًا ويكون تباعده في الفضل كما بين السماء والأرض في البعد، قال القاضي عياض (٣): والاحتمال أظهر وهو كما قال.

فائدة: في صحيح البخاري (٤) عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من آمن باللّه ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على اللّه أن


(١) سورة النساء، الآية: ٦٥.
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٢٩٣).
(٣) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٦٩).
(٤) صحيح البخاري (٢٧٩٠).