للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ أعدهَا عَليّ يَا رَسُول اللّه فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ وَأُخْرَى يرفع اللّه بهَا للْعَبد مائَة دَرَجَة فِي الْجنَّة مَا بَين كلّ دَرَجَتَيْنِ كمَا بَين السَّمَاء وَالأرْض قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُول اللّه قَالَ الْجِهَاد فِي سَبِيل اللّه رَوَاه مسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ (١).

قوله: وعن أبي سعيد الخدري، تقدم الكلام عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من رضي باللّه ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا وجبت له الجنة" الحديث، أي: من آمن باللّه ورضي به وبدين الإسلام ونبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وجبت له الجنة واستحق دخولها فإذا دخلها بفضلة وكرمه أعطى الثواب بقدر عمله، وأي عمل أزكى ممن باع نفسه للّه تعالى وبذلها في طاعته وهو الجهاد في سبيله بقتال الكفار أو بقهر الشيطان وعدم طاعته كذا في التحفة، وفي رواية: "ذاق طعم الإيمان من رضي باللّه ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا" الرضي ينقسم إلى عام وخاص، فالعام هو الرضي بأن لا رب سوى اللّه ولا دين سوى دين الإسلام ولا نبي في زمن المصطفى ولا بعده سواه وهذا هو الظاهر من الحديث، وأما الخاص فقد كان أبو الحُسين النوري يقول: هو سرور القلب بمر القضاء فالرضى بربوبية اللّه تعالى يتضمن الرضى بعبادته وحده لا شريك له والرضى بتدبيره للعبد و اختياره له والرضي بالإسلام دينا يقتضي اختياره على سائر الأديان، والرضي بمحمد - صلى الله عليه وسلم - يقتضي الرضي بجميع ما جاء به من عند اللّه وقبول ذلك بالتسليم والانشراح


(١) مسلم (١٨٨٤).