للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسائر المشاهد، وكان أحد النقباء ليلة العقبة، كان نقيبا على القواقل؛ وآخى رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبى مرثد الغنوى، واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقات، وكان يعلّم أهل الصفة القرآن، ولما فتح الشام أرسله عمر بن الخطاب، ومعاذا، وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفهموهم، فأقام عبادة بحمص، ومعاذ بفلسطين، وأبو الدرداء بدمشق، ثم صار عبادة إلى فلسطين، روى له عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - مائة وأحد وثمانون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على ستة، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بآخرين. قال الأوزاعى: أول من ولى قضاء فلسطين عبادة، وكان فاضلا، خيرا، جميلا، طويلا، جسيما، توفى ببيت المقدس، وقيل: بالرملة، سنة أربع وثلاثين، وهو ابن ثنتين وسبعين سنة، وقيل: توفى سنة خمس وأربعين، والأول أصح وأشهر (١)].

قوله: إذ جاءه رجل فقال: يا رسول اللّه، أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان باللّه وجهاد في سبيله وحج مبرور" تقدم الكلام على ذلك، والحج المبرور: هو الذي لا تقع فيه معصية، وقيل: [هو المقبول، ومن علامة القبول أن يرجع خيرا مما كان، ولا يعاود المعاصي، وقيل: هو الذي لا رياء فيه، وقيل: الذي لا يعقبه معصية، وهما داخلان فيما قبلهما].

٢٠٤٧ - وَعَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ ثَلاثَة حق على اللّه عونهم الْمُجَاهِد فِي سَبِيل اللّه وَالْمكَاتب الَّذِي يُرِيد الأدَاء والناكح الَّذِي يُرِيد العفاف


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٥٦ - ٢٥٧ ترجمة ٢٨١).