للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَأَيْته فِي النَّار فِي بردة غلها أَو عباءة غلها ثمَّ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يَا ابْن الْخطاب اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاس إِنَّه لا يدْخل الْجنَّة إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهم (١).

قوله: وعن ابن عباس، تقدم الكلام عليه.

قوله: حدّثني عمر قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد، فقال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة غلها" الحديث، تقدم الكلام على النفر وأنهم من الثلاثة إلى التسعة، وقوله: "كلا" كلمة زجر ورد لقولهم في هذا الرجل أنه شهيد محكوم له بالجنة أول وهلة بل هو في النار بسبب غلولة والغلول أصله الخيانة مطلقا ثم غلب اختصاصه في الاستعمال بالخيانة في الغنيمة (٢) وكل من خان في شيء [خفية] فقد غل (٣)، ويحك يا ظالم بل ويلك إذا كان هذا شهيد المعركة، وصاحب حق في الغنيمة وجاهد بين يدي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، ولو أراد أن ينفله ما أخذه لكان يسوغ له الأخذ والشملة أو العباءة تلتهب عليه نارا فكيف حال من يأخذ الأموال بالإجمال ولا حق له فيها البتة قاله الشيخ تقي الدين اليحصبي (٤).


(١) مسلم (١١٤)، والترمذي (١٥٧٤)، وأحمد (٢٠٣)، والدرامي (٢٤٩٢)، وابن حبان (٤٨٤٩).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٢/ ٢١٦).
(٣) النهاية (٣/ ٣٨٠).
(٤) كذا هو وهو خطأ إملائى فهو تقى الدين الحصنى أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن معلى الحسيني الحصني، تقي الدين: فقيه ورع من أهل دمشق. ووفاته بها. =