للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في الآخرة، أما عقوبة الآخرة فقد تقدم أن من غل يدخل النار ويلبس مثل ما غل من النار وأنه يأتي يوم القيامة بحمل ما غله على عنقه وهو يصيح عليه ويفضحه على رؤوس الأشهاد، وتقدم أن الغلول نار وعار وشنار يوم القيامة، وإن الغال إذا جاء يوم القيامة يسأل رسول اللّه الشفاعة والإغاثة يقول: "لا أملك لك شيئًا، قد أبلغتك"، وأنه يحرم الفوز بالشهادة وإن قتل في جهاده لقوله - صلى الله عليه وسلم - حين قال الصحابة لمن قتل في سبيل اللّه وقد غل: فلان شهيد، فقال: "كلا، واللّه إنه في النار" فنفي أن يكون شهيدًا، وأكد ذلك بقسمه البار - صلى الله عليه وسلم -، وقد صرح النووي (١) بأن من غل في سبيل اللّه لا يكون شهيدًا في الآخرة، ذكره مسلم في باب بيان الشهداء واللّه أعلم (٢)، وأما عقوبة الغال في الدنيا فإن الغلول ما ظهر في قوم إلا ألقى في قلوبهم الرعب وأخر عنهم النصر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ظهر الغلول في قوم إلا ألقى اللّه في قلوبهم الرعب" (٣) الحديث (٤)، أ. هـ.


(١) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٦٣).
(٢) قاله ابن النحاس في مشارع الأشواق (ص ٨١٣).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ (١٣٢٣) بلاغا عن ابن عباس وتمامه: ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم القطر، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٣٣/ ٤٣٠ - ٤٣١): قد رويناه متصلًا عنه ومثله لا يقال رأيا. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (١٥٩٠).
(٤) مشارع الأشواق (ص ٨١٧).