للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم قال (١): فإن لم يقض عنه السلطان فإن الله يقضي عنه ويرضي خصمه ثم ذكر الدليل على ذلك ومن جملته قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" رواه البخاري (٢)، قال ابن النحاس عفا الله عنه: ومما يؤيد ما ذكره القرطبي قصة عبد الله والد جابر فإنه خرج في غزاة أحد وعليه دين فاستشهد فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولده جابرا بعد أيام وهو مهتم [لما] على أبيه من الدين فأخبره أن الله تعالى كلم أباه كفاحًا (٣) فلو كان أبوه محبوسا عن الجنة بسبب دينه لما حصلت له هذه الدرجة العظيمة في تخصيص الله تعالى له بالتكليم كفاحا وكذلك الزبير استشهد وعليه ألف ألف ومائتا ألف (٤) والله أعلم.

٢١١١ - وَعَن أبي قَتَادَة - رضي الله عنه - أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - قَامَ فيهم فَذكر أَن الْجِهَاد فِي سَبِيل الله وَالإِيمَان بِالله أفضل الأعْمَال فَقَامَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن قتلت فِي سَبِيل الله تكفر عني خطاياي فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - نعم إِن قتلت فِي سَبِيل الله وَأَنت صابر محتسب مقبل غير مُدبر ثمَّ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كيفَ قلت قَالَ أَرَأَيْت إِن قتلت فِي سَبِيل الله أتكفر عني خطاياي فَقَالَ رَسُول الله


(١) التذكرة (ص ٤٣٣).
(٢) أخرجه البخاري (٢٣٨٧) عن أبي هريرة.
(٣) أخرجه ابن ماجه (١٩٠ و ٢٨٠٠)، والترمذي (٣٠١٠)، وابن حبان (٧٠٢٢). وحسنه الألباني في الظلال (٦٠٢)، وصحيح الترغيب (١٣٦١).
(٤) مشارع الأشواق (ص ٧٢١ - ٧٢٢).