للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النووي (١): وكذا وقع في نسخ [بلادنا] المعتمدة ولكن لم يقع منسوبا إلى معظمها، وذكر خلف الواسطي والحميدي وغيرهما في مسند ابن مسعود وهو الصواب، وهذا الحديث مرفوع لقوله إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: "فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت" هذا الحديث في صحيح مسلم، وفي غير مسلم بطير خضر، وفي حديث آخر لحواصل طير، وفي الموطأ "إنما نسمة المؤمن طير" والنسمة تطلق على ذات الإنسان جسما وروحا وتطلق على الروح مفردة وهو المراد بها هنا لتفسيرها في الحديث بالروح ولعلمنا بأن الجسم يفنى ويأكله التراب، وفي حديث آخر عن قتادة: "الروح في صورة طير أبيض" قال القاضي: كل هذا من المجوزات فإذا أراد الله تعالى أن يجعل هذه الروح إذا خرجت من المؤمن أو الشهيد في قناديل أجواف طير أو حيث شاء كان ذلك ووقع ولم يبعد لاسيما مع القول بأن الأرواح أجسام لطيفة (٢).

قوله "تسرح من الجنة حيث شاءت" أي: الأرواح تتنعم وتردد في ثمار الجنة كما تسرح الإبل في مراعيها (٣) انتهى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فاطلع عليهم ربهم إطلاعة" فقال: "هل تشتهون شيئا؟ " ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب


(١) شرح النووي على مسلم (١٢/ ٣١).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٣٢).
(٣) مطالع الأنوار (٥/ ٤٧٦).