للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة، الحديث، سبحان الله للتعجب، وقد جاء ذكر ذلك كثيرًا وتقدم ذلك في قوله "سبحان الله إن المؤمن لا ينجس" (١) فيجوز أن يراد الذكر والتعجب ولا يضر ذلك وإن وردت على سبب خاص كما ذكره أبو أيوب، ولا يمنع أن يشار بها إلى ما في معناه فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب على الصحيح لكن لعل أبا أيوب يقصره على سببه كما يقوله آخرون أ. هـ.

قوله: يلقي بيده إلى التهلكة، التهلكة: الهلكة والخصلة التي تؤدي إلى الهلاك، وأصل الهلاك السقوط والبطلان بأي شيء كان (٢)، والتهلكة أيضًا لمن ترك الجهاد (٣)، وقال غيره: التقحم فيه بلا نكاية للعدو (٤)، وقيل: العقوبة على ترك الجهاد (٥)، وقيل: ترك التوبة من الناس (٦)، والصحيح الأول (٧).


(١) سبق تخريجه.
(٢) المجموع المغيث (٣/ ٥٠٧).
(٣) تفسير البغوي (١/ ٢١٦) وتفسير القرطبي (٣/ ٢٦١).
(٤) تفسير البغوي (١/ ٢١٦)، وشرح الإلمام (٢/ ٢٠٦ - ٢٠٨).
(٥) تفسير الثعلبي (٢/ ٩٢).
(٦) تفسير البغوي (١/ ٢١٧) وتفسير القرطبي (٣/ ٢٦١).
(٧) تفسير الطبري (٣/ ٣١٢ - ٣٢٦) قال بعد أن ساق الأقوال السابقة: فإذا كانت هذه المعاني كلها يحتملها قوله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥] ولم يكن الله عز وجل خص منها شيئا دون شيء، فالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله نهى عن الإلقاء بأيدينا لما فيه هلاكنا، والاستسلام للهلكة، وهي العذاب، بترك ما لزمنا من فرائضه وأما التهلكة، فإنها التفعلة من الهلاك.