للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ (١).

قوله: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، تقدم الكلام عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق" الحديث، الشعبة الطائفة من كل شيء والقطعة منه، كذا في النهاية (٢)، ومعنى مات على شعبة من نفاق، أي: على قطعة وبعض منه، قال مسلم: قال عبد الله بن المبارك: كنا نرى أي نظن أن ذلك كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الذي قاله ابن المبارك محتمل وقد قال غيره إنه عام، وقيل: الشعبة الخصلة وهي في هذا الحديث فريضة الجهاد للتوعد الشديد على ذلك ولهذا حمله بعضهم على النفاق الحقيقي، وقد يحتمل أن يكون على العموم ويكون معنى هذا أنه تشبه بأخلاق المنافقين التي منها التخلف عن الجهاد، وهذا أحد شعب أخلاق المنافقين (٣)، قال المنذري: ويمكن حمله على الزجر والمبالغة في التحذير من التواني فيه كما في قوله في ترك الصلاة "فقد حبط عمله" "ومن ترك الصلاة فقد كفر" [والناس فيه] على قسمين [قادر] وعاجز، فالقادر مطالب بالفعل، والعاجز مطالب بأنه متى قدر فعل، وأما الذي لا يعمل المأمور به ولا ينويه وخصوصا الجهاد الذي به أعز الفه الإسلام [و] أظهر به الدين حتى علا على الأديار ولو كره الكافرون (٤)، وفيه


(١) مسلم (١٩١٠)، وأبو داود (٢٥٠٢).
(٢) النهاية (٢/ ٤٧٧).
(٣) إكمال المعلم (٦/ ٣٣٥)، وشرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٦).
(٤) المفهم (١٢/ ٥٥).