للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (١) وقد صح من حديث عتبة بن عبد الله أن الشهيد لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة (٢) ولعل ذلك في خواص من الشهداء والآية في عامتهم (٣) والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم - "من قتل في سبيل الله فهو شهيد" الشهيد في الأصل من قتل مجاهدا في سبيل الله تعالى ويجمع على شهداء ثم اتسع فيه فأطلق على من سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - من المبطون والمطعون وإخوانهما لأنهم شهداء في أحكام الآخرة لا في أحكام الدنيا والأول شهيد في الدنيا والآخرة (٤)، واختلفوا لما سمي الشهيد شهيدًا فقيل لأن جرحه شاهد له بالقتل في سبيل الله، وقال النضر بن شميل لأنه حي شهدت روحه دار السلام وروح غيره لم تشهدها إلا يوم القيامة وقيل لأن ملائكة الرحمة تشهده وقيل لأنه يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف ولهم خصوصية بالشهادة، قال ابن فارس (٥): والشهيد هو القتيل في سبيل الله قالوا لأن ملائكة الله تشهده وقيل سمي بذلك لشهادته على نفسه لله عز وجل حين لزمه الوفاء بالبيعة التي بايعه كما في قوله تعالى


(١) سورة النساء، الآية: ٦٩.
(٢) أخرجه أحمد ٤/ ١٨٥ - ١٨٦ (١٧٦٥٧ و ١٧٦٥٨)، والدارمي (٢٤٥٥)، وابن حبان (٤٦٦٣). وصححه الألباني في المشكاة (٣٨٥٩) وصحيح الترغيب (١٣٧٠).
(٣) مشارع الأشواق (ع ٦٩٣).
(٤) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٦٤).
(٥) مجمل اللغة (ص ٥١٤).