للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حولهم قال الله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} (١) الآية (٢) واستدل الأكثرون على استحباب الاجتماع لدراسة القرآن في الجملة بالأحاديث الدالة على استحباب الاجتماع على الذكر والقرآن أفضل أنواع الذكر، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الذين يجلسون في بيت الله يتدارسون كتاب الله أربعة أشياء [أحدها: تنزل السكينة عليهم] (٣).

قوله: "تتنزل عليهم السكينة" وفيها أحاديث كثيرة وحديث أسيد بن حضير (٤) وفي حديث "فنزلت عليهم السكينة تحملها الملائكة كالقبة فلما دنت منهم تكلم رجل منهم بباطل فرفعت عنهم" (٥). والثاني: غشيان


(١) سورة الزمر، الآية: ٧٥.
(٢) كشف المناهج (٢/ ٢٦٥).
(٣) جامع العلوم والحكم (٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣ و ٣٠٤).
(٤) أخرجه البخاري (٥٠١٨)، ومسلم (٢٤٢ - ٧٩٦) عن أسيد بن حضير، قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرش فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء، حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اقر أيا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير، قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال: "وتدري ما ذاك؟ "، قال: لا، قال: "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم".
(٥) أخرجه ابن المبارك الزهد (٩٤٣) عن سعد بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في مجلس، فرفع نظره إلى السماء، ثم طأطأ نظره، ثم رفعه، فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: "إن =