للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يستحيل مع خذلان الله تعالى لمن شاء (١) [كما خذل سبحانه وتعالى بعدله أحبار اليهود والنصارى عن اتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع رسوخ قدمهم في معرفته وانكشاف أوصافه الشريفة لديهم انكشاف الشمس لذوي الأبصار، قال جل من قائل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦)} (٢) فسبحان مقلب القلوب، والله أعلم، قاله كاتبه؛] واختلفوا هل بعث الله تعالى من الجن إليهم رسولا قبل بعثة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فقال الضحاك: كان منهم رسل لظاهر قوله: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} (٣) الآية (٤).

وقال المحققون: لم يرسل إليهم منهم رسول ولم يكن ذلك في الجن قط وإنما الرسل من الإنس خاصة وهذا هو الصحيح المشهور (٥).

وقد احتج أبو حنيفة وأصحابه بقوله: "أمر ابن آدم بالسجود فسجد" الحديث على أن سجود التلاوة واجب ليس بفرض على اصطلاحه في الفرق بين الواجب والفرض، ومذهب مالك والشافعي والأكثرين أنه سنة، وأجابوا


(١) حياة الحيوان (١/ ٣٠١ - ٣٠٢).
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٤٦.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٣٠.
(٤) تفسير الطبري (٩/ ٥٦٠).
(٥) وهذا قول ابن عباس ومجاهد وابن جريج انظر تفسير الطبري (٩/ ٥٦١) وتفسير ابن أبي حاتم (٤/ ١٣٨٩ رقم ٧٩٠٣) وتفسير الثعلبي (٤/ ١٩١ - ١٩٢) والتفسير البسيط (٨/ ٤٤٢ - ٤٤٤)، وتفسير البغوي (٣/ ١٩٠) وتفسير القرطبي (٧/ ٨٦) و (١٦/ ٢١٧)، وفتاوى السبكى (٢/ ٦٠٩).