للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القتل في الأرض كما ورد في الحديث المشهور (١)، قاله ابن العماد في شرح العمدة.

مسألة: قال القرافي: واتفق الناس على تكفير إبليس بقصته مع آدم عليه السلام، وليس مدرك الكفر فيها الامتناع من السجود وإلا لكان كل من أمر بالسجود فامتنع منه كافرا وليس كذلك، ولا كان كفره لكونه حسد آدم عليه السلام على منزلته من الله عز وجل وإلا لكان كل حاسد كافرا، ولا كان كفره لعصيانه. وفسوقه وإلا لكان كل عاص وفاسق كافر، قد أشكل ذلك على جماعة من الفقهاء، وينبغي أن يعلم أنه إنما كفر لنسبته الحق سبحانه وتعالى إلى الجور والتصرف الذي ليس بمرض، وأظهر ذلك من فحوى كلامه {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (٢) ومراده أن إلزام العظيم الجليل بالسجود للحقير بالسجود للحقير من الجور والظلم، وهذا وجه كفره لعنه الله، وقد أجمع المسلمون على أن من نسب الله تعالى لذلك كافر، واختلفوا هل كان قبل إبليس كافر أو لا؟ فقيل: لا وأنه أول من كفر، وقيل: كان قبله قوم كفار وهم الجن الذين كانوا في الأرض، واختلفوا أيضًا: هل كفر إبلي جهلا أو عنادًا، على قولين بين أهل السنة، ولا خلاف أنه كان عالما بالله تعالى قبل كفره فمن قال كفر جهلا قال: إنه سلب العلم عند كفره، ومن قال: كفر عنادًا ومعه علمه.

قال ابن عطية المفسر: والكفر مع بقاء العلم مستبعد (٣)، إلا أنه عندي جائز لا


(١) أخرجه البخاري (٣٣٣٥) و (٦٨٦٧) و (٧٣٢١)، ومسلم (٢٧ - ١٦٧٧) عن ابن مسعود.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٢.
(٣) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (١/ ١٢٦).