للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمره، بالسجود لآدم عليه السلام وهو خير منه بدعواه لأن الأشرف لا يسجد للأدنى (١) [سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته سبحان الحكيم العليم سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا سبحان من لا يسلم قدره غيره ولا يبلغ الواصفون صفته الحمد لله رب العالمين، ينبغي أن تذكر هذه الكلمات في هذا المحل مع حضور قلب والله الموفق] قالوا: وأخطأ إبليس لعنه الله تعالى في دعواه الخيرية بقوله إنه خلق من نار وآدم عليه السلام خلق من طين والنار تأكل الطين فهو خير منه وأخطأ لعنه الله في قياسه من وجهين، الأول: أنه قاس في معرض النص والقياس في معرض النص لا يجوز إلا عند إبليس ومن قاس في معرض النص كان كقياس إبليس؛ الثاني: أن الأصل ممنوع فإن الطين خير من النار لأنه يثبت وينتفع به في غالب الأشياء ومن طبعه الرزانة والسكون، والنار من شأنها الخفة والإحراق والطيش وكذلك إبليس لعنه الله لما خلق منها طاش فقاس (٢)، قال الكرابيسي: والحسد أيضًا أول معصية عصى الله بها في الأرض وذلك أن قابيل حسد هابيل أخاه حين قربا القربان {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ} (٣) الآية (٤)، فهو أول من سن


(١) كشف الأسرار (لوحة ١٢) وحياة الحيوان (١/ ٣٠٢).
(٢) انظر: تفسير الطبري (١٠/ ٨٦)، والتفسير الوسيط (٢/ ٣٥٣)، وتفسير القرطبي (٧/ ١٧١)، وتفسير الخازن (٢/ ١٨٥)، وكشف الأسرار (لوحة ١٢).
(٣) سورة المائدة، الآية: ٢٧.
(٤) انظر: نزهة المجالس (٢/ ٤٩).